کد مطلب:241044 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:126

هذا ظاهر الحدیث فأما باطنه
قال الصدوق حدثنا محمد بن الحسن بن الولید رضی الله عنه قال حدثنا محمد ابن الحسن الصفار عن محمد بن عیسی عن الحسن بن النضر قال قلت للرضا - علیه السلام - «ما العلة فی التكبیر علی المیت خمس تكبیرات؟! قال: رووا أنها اشتقت من خمس صلوات، فقال: هذا ظاهر الحدیث فأما باطنه؛ فإن الله عزوجل قد فرض علی العباد خمس فرائض: الصلاة، و الزكاة، و الصیام، و الحج، و الولایة. فجعل للمیت من كل فریضة تكبیرة واحدة، فمن قل الولایة كبر خمسا، و من لم یقبل الولایة كبر أربعا؛ فمن أجل ذلك تكبرون خمسا و من خالفكم أربعا». [1] .

أقول: قد صرحت الخمسة فی روایات أهل البیت المرویة عن سائر الأئمة علیهم السلام أیضا منها:

1 - صحیح زرارة عن الباقر علیه السلام: «قال:بنی الإسلام علی خمسة أشیاء: علی الصلاة، و الزكاة، و الحج، و الصوم، و الولایة. قال رزارة: فقلت و أی شی ء من ذلك أفضل؟ فقال الولایة؛ لأنها مفتاحهن، و الوالی هو الدلیل علیهن...». [2] .

2 - صحیح الثمالی عن الباقر علیه السلام «- إلی أن قال: - فجعل فی أربع منها رخصة و لم یجعل فی الولایة رخصة، فمن لم یكن له مال لم تكن علیه الزكاة، و من لم یكن له فلیس علیه حج، و من كان مریضا صلی قاعدا، و أفطر شهر رمضان، و الولایة صحیحا كان أو مریضا أو ذامال أولامال له فهی لازمة». [3] .

3 - و الآخر العلوی: «... ثم الولایة و هی خاتمتها، و الحافظة لجمیع الفرائض و السنن، الحدیث». [4] .

قوله علیه السلام: «هذا ظاهر الحدیث فأما باطنه» لایخص الظاهر و الباطن



[ صفحه 485]



صلاة المیت و تكبیراتها الخمسة بل یعم سواها من فروع الدین الصوم مثلا باطنه مشابهة الملائكة فی التجرد عن الطبیعة و العروج إلی سرادق القدس و ذكر جوع یوم القیامة و عطشه و أنه له تعالی و هو جزاؤه كما جاء «الصوم لی و أنا أجزی به» [5] علی قراءة الفتح. و مناسك الحج من الإحرام المشابه للكفن، و طواف البیت لطواف الملائكة حول العرش و استلام الحجر بمنزلة یمین الله فی أرضه، و السعی تردد العبد بباب الملك، و الوقوف بعرفات وقوف الخلائق علی صعید المحشر، و الصلاة المثول بین یدی الرب، و مخاطبته؛ لأن الإنسان إذا أراد أن یكلم الله عزوجل صلی، و إذا أراد أن یكلمه قرأ القرآن، و هكذا بقیة العبادات التی لها الأسرار الباطنیة الكثیرة.



[ صفحه 486]




[1] عيون أخبار الرضا 81:2.

[2] الوسائل 8 - 7/1، باب 1 من أبواب مقدمة العبادات الحديث 2.

[3] الوسائل 14:1.

[4] الوسائل 18:1.

[5] الوسائل 292:7، و فيه «و للصائم فرحتان: حين يفطر، و حين يلقي ربه، و الذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم عند الله أطيب من ريح المسك» و في ص 294 من المصدر النبوي القدسي: «كل عمل ابن آدم هو له إلا الصيام فهو لي و أنا أجري به، و الصيام جنة العبد المؤمن يوم القيامة كما يقي أحدكم سلاحه في الدنيا و لخلوف فم الصائم أطيب...».